؛؛
؛؛
؛؛
الترنيمة الأولى
سأكتبُ لكِ المُستحيل
سَأذبَحُ من أجلكِ القوافى
و أجعلُ دَمَ الحُروفِ يَسيل
سَأغوصُ فى بَحرِ الأشعار
و أُخرِجُ لكِ دُرا" أصيل
سأتوغَلُ فى أحشاءِ الكلمات
و أرُصُ لكِ نَظما" جميل
سأصنعُ لكِ من العِشقِ قِلادة
و أنسجُ من إحساسى رِداء" طويل
و سأكتبُ لكِ المستحيل
الترنيمة الثانية
كنسيم الفجرِ أقبلى
و كالعبيرِ و كالضياء
أفيضى وِدا" و أمطِرى
كالغمامِ من السماء
يا زهرة الأسوار العالية
إنى تعبتُ و سَئِمتُ العَناء
فى قلبى نارٌ مُستَعِرَة
و براكين و عواصف هوجاء
دونكِ العيشُ مَرير
و الكونُ صَحارى جَرداء
و الدمعُ بعد الفراقِ غَزير
و أيامى دُروبا" جَدباء
أقبَعُ مع الصمت وحدى
و صَدَاكِ يتردَدُ فى الأنحاء
أتلهفُ رؤياكِ لكننى
ألمحُ سرابا" فى الأرجاء
ألتمسُ شَذَاكِ فاتِنتى
بين زهورٍ و حدائق غَنَّاء
أعيَّت كل طبيبٍ عِلَّتى
و أنتِ لى طِبا" و شِفاء
و أنتِ للفؤادِ طَبيبه
و أنتِ الداءَ و الدواء
طال العُمرُ أم قَصُر
فأنا على العَهدِ صِدقا" و وفاء
أبصرتُ طيفكِ فى الدُجى
يُنادينى فى ليلةٍ دَلماء
فهَرعتُ إليه شوقا"
و شدونا معا" ترانيم الشتاء
الترنيمة الثالثة
عاشقٌ أنا لعينيكِ
مَفتونٌ بكِ و مُغرَمُ
هائمٌ أنا فى هواكِ
مجنونٌ بكِ و مُتيمُ
حارت فى وصفكِ الأشعار
و عَجَزَ كل شاعرٍ مُلهَمُ
تهفو إليكِ الأشواق
و قلبى بالجوى مُفعَمُ
أخضَعتُ لكِ المعانى
و الحرفُ أتى مُرغَمُ
و سبائكُ الشِعر صهرتُها
فصنعتُ لكِ عِقدا" مَطَعَّمُ
ليتها تصفو الليالى
و ليتنى بعد الشَقاءِ مُنَعَّمُ
الترنيمة الرابعة
هاجت ريحٌ عاتية
و سقط المطرُ الرَطيب
فاختلط بأدمُعى
و امتزج بالنَحيب
ذكرتُكِ و الألمُ يقتلنى
و الموتُ منى قريب
و خيالكِ يُجاذِبُ روحى
و البَينُ أضرمَ فى جَوفى لهيب
أنتِ مَهدُ الأحلام و النجوى
و أنتِ الهوى و أنتِ الحبيب
لا و ربُكِ ما نَسيت
ذِكراكِ و لا الحُلم السَليب
الترنيمة الخامسة
تمرُ الأيام
و تنقضى السنين
و أنا كما أنا
بين لَهفٍ و حنين
رأيتُ النجومَ هاجعات
و الكونُ مُستكين
و الغيومُ مثلى باكيات
و الفراقُ صار يقين
إشتقتُ إليكِ و للهوى أحكام
سَلى الدنيا عن كَمَدى
و سَلى عَينا" جَفاها المنام
الليلُ قبرا"
أدفنُ فيه أحزانى
و الصُبحُ فجرا"
أنقشُ عليه أشجانى
و أنتِ يا حبيبتى بَدرا"
و هواكِ بيتى و جُدرانى
كُنتُ و كان الوجدُ يُراودُنى
و الوَجَعُ إن غاب يُعاودُنى
و لكنى كما أنا
بين لَهفٍ و حنين
الترنيمة السادسة
ما للأحزانِ و مالي
قصمتنى و ذبحت أمانيا
سحقتنى و لم تبالى
و لم تبرح يوما" لياليا
القلبُ الأخضرُ صار يابسا"
و الثغرُ البَسَّامُ أمسى باكيا
أشكو لله قهر الأسى
ويكأنه لاغيرى شاكيا
مَن جَرَحَكَ يا ورد الربيع
و من زرع الشوكَ فى واديا
من أبكاكَ يا طيرا" وديع
و من قتلَ عَمدا" أحلاميا
كم شَدوتُ بذكراكِ عُمرا"
و سأمضى العُمر شاديا
ما نسيتُكِ و أنتِ بعيد
و ما أنا بعد الرحيل ناسيا
أذبَلَ السُهدُ جفونى
و النوحُ أحرق مآقيا
لك ربى أبُثُ هَمى
و أنا بما قضيت راضيا
الترنيمة السابعة
تلكَ العيونُ كانت نَشوتى
كانت زهوى و طربى
و كانت كل فرحتى
تلكَ العيونُ كانت نَشوتى
كانت مُنايا
كانت رَجايا
و فيها كانت سَكرَتى
تلكَ العيونُ كانت نَشوتى
كانت خَيال
كانت مُحال
و معها كانت حكايتى
تلكَ العيونُ كانت نَشوتى
كانت ساحرات
كانت فاتنات
و عنها سطرتُ قِصتى
تلكَ العيونُ كانت نشوتى
الترنيمة الثامنة
تعالى إلى دُنياى
فإنى قد أشعلتُ الشموع
و زينتُ لكِ الجَنَبات
و بعثرتُ الفُلَّ فى الربوع
ثم جَهَّزتُ مدفأتى
و ألقيتُ فيها حَطَبا" من ذِكرياتى
و جذعُ قلبى و بعض فروع
تعالى و سابقى الرياح
و لا تخشى الرجوع
ثم قِفى لحظات
فى صمتِ الخشوع
و اجلسى و أرينى
على وجهكِ دليل الخُضوع
ثم ضَعِى رَأسكِ على كَتِفى
و أطلِقى العنانَ للدموع
ثم اغمضى عَينَيكِ و تَنَهَّدى
و قولى ما أحلى الرجوع
و غنى معى لَحنَ الحُب الأبدى
بصوتٍ مَسموع
و فجرى لى من أعماقكِ
نهر حَنانٍ و ينبوع
و تعالى نَمرَحُ فى دُنيانا
و لا تخافى الظلام
فإنى قد أشعلتُ لكِ الشموع
الترنيمة التاسعة
صَدقينى
لن أنساكِ و لن تنسينى
مهما أخذتنا الأوهام
أو حتى باعدتنا الأيام
لكنى سأظلُ فى دَمكِ
و ستبقينَ فى شرايينى صَدقينى
الترنيمة العاشرة
توارى يا حبيبتى
عن كل الأنظار
توارى و احتجبى
فإنى أغار
تمنيتُ لو أخفيكِ عن العيون
و أبنى حَولكِ جُدُرا" و أسوار
أو أنى أضعكِ بين الجفونِ
و لا أُحَدِثُ عنكِ أخبار
لأنى أغار
حتى من عِقدَكِ
و مِن الخاتم و من السِوار
لأنى أغار
حتى مِن ثوبَكِ
و مِن مَخدَعَكِ و مِن الخِمار
توارى حتى عن عُيونى
فإنى أغارُ عليكِ من عُيونى
و اعذرينى
فإنى أغار
؛؛
؛؛
؛؛